ثم أرسل إلى جارك، فقال: إن كان ابن عمتك؟... الحديث، ونزل فيه: ﴿فَلاَ وَرَبكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ﴾ كانت بالمدينة" (١).
وأن قصة المنافق الذي أراد أن يحاكم اليهودي إلى الطاغوت، واليهودي يريد رفعه إلى النبي - ﷺ - كانت بالمدينة (٢).
وقوله: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً﴾ [النساء: ٩٤]، وأن الآيات التي نزلت في الجهاد، والهجرة، وصلاة الخوف، كان ذلك كله بالمدينة.
وفي أفراد البخاري عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: "مَا نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلاَّ وَأَنَا عِنْدَ النبي - ﷺ - " (٣)، وكان دخولُه بها في المدينة.

بسم الله الرحمن الرحيم

يايهاالنَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا اتب
قوله عز وجل: ﴿الذي خلقكم من نفس واحدة﴾ أي: فرعكم من أصل واحد، وهو نفس آدم عليه السلام.
﴿وخلق منها زوجها﴾ يعني: حواء عليها السلام.
و"مِنْ" للتبعيض، إن أريد بالنفس جملة آدم، وإلا فهي لبيان الجنس، أو
(١)... انظر هذه القصة في ص: ٥٥١.
(٢)... انظر تفصيل ذلك في ص: ٥٤٦.
(٣)... أخرجه البخاري (٤/١٩١٠ ح٤٧٠٧).


الصفحة التالية
Icon