قوله تعالى: ﴿نصيباً مفروضاً﴾ منصوب على الاختصاص بإضمار "أعني"، أو حال (١).
وقال الأخفش (٢) : هو نصب على [معنى] (٣) : جعل لهم نصيباً، والآية تدل عليه، لأن قوله: ﴿للرجال نصيب﴾، ﴿وللنساء نصيب﴾ يدل على معنى: جعل لهم نصيباً.
والمفروض: الذي فرضه الله، وهو آكد من الواجب.
قوله: ﴿وإذا حضر القسمة﴾ يعني: قسمة المواريث، ﴿أولوا القربى﴾ يريد: أقرباء الميت الذين لا يرثون.
﴿فارزقوهم منه﴾ خطاب للورثة، حَضَّهم الله على الرَّضْخ (٤) لأقاربهم تطييباً لقلوبهم، والضمير في "منه" لما يقسم، أو يعود إلى قوله: "مما ترك الوالدان"، وغير مستبعد أن يعود الضمير إلى "نصيباً"، ولم أر أحداً ذكره.
والأكثرون على أنه أمر استحباب، إذ لو كان فريضة لَحُدَّ وقُدِّرَ، كما في سائر الحقوق.
وذهب قوم -منهم: مجاهد وابن سيرين-: إلى أنه أمر إيجاب (٥).
ثم اختلف القائلون بالوجوب في والي اليتيم هل يرضخ من ماله؟
(٢) انظر: معاني الأخفش (ص: ١٥٣)، والوسيط (٢/١٥).
(٣) زيادة من الوسيط (٢/١٥).
(٤) رَضَخَ له من ماله: أعطاه. والرّضخ: العطاء القليل (اللسان، مادة: رضخ).
(٥) أخرجه الطبري (٤/٢٦٤)، وابن أبي حاتم (٣/٨٧٤)، والثعلبي (٣/٢٦١) كلهم عن مجاهد.