- وقال عند قوله تعالى: -ayah text-primary">﴿وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ [الأنعام: ١٤١] : ذهب أكثر متأخري العلماء إلى أن المراد بالحقِّ: الزكاة.
قال القاضي أبو يعلى ابن الفراء: فائدة ذكر الحصاد: أن الحق لا يجب فيه بنفس خروجه وبلوغه، وإنما يجب يوم حصوله في يد صاحبه، وقد كان يجوز أن يُتوهم أن الحق يلزم بنفس نباته قبل قطعه، فأفادت الآية أن الوجوب فيما يحصل في اليد دون ما يتلف.
وقال أيضاً: "اليوم" ظرفٌ للحقّ لا للإيتاء، فكأنه قال: وآتوا حقه الذي وجب يوم حصاده بعد التنقية.
وقال الواحدي (١) : هذا في النخيل؛ لأن ثمارها إذا حصدت وجب إخراج ما يجب فيها من الصدقة. والزرع محمول عليه في وجوب الإخراج، إلا أنه لا يمكن ذلك عند الحصاد، فيؤخر إلى زمان التنقية.
وقال صاحب الكشاف (٢) : معناه: اعزموا على إيتاء الحق واقصدوه واهتموا به يوم الحصاد، حتى لا تأخروه عن أول وقت يمكن فيه الإيتاء.
وهذه الفوائد في نهاية ما يكون من الحسن.
ويجوز عندي -والله أعلم- أن يقال: العرب توقع اليوم على الزمان، فيقولون: كان ذلك يوم بُعاث، ويوم صفين (٣)، وقد قررنا ذلك فيما مضى.

(١) الوسيط (٢/٣٣٠).
(٢) الكشاف (٢/٦٩).
(٣)... يوم بُعاَث: كان فيه حرب بين الأوس والخزرج في الجاهلية، وهو يوم من مشاهير أيام العرب (انظر: اللسان، مادة: بعث). وكان الظهور فيه للأوس.
... وصفين: موضع بقرب الرقة على شاطىء الفرات من الجانب الغربي بين الرقة وبالس، وكانت وقعة صفين بين علي ومعاوية رضي الله عنهما (معجم البلدان ٣/٤١٤)
(١/٧٧)


الصفحة التالية
Icon