قال الزجاج (١) : المعنى: اعملوا على تمكنكم.
ويجوز أن يكون المعنى: اعملوا على ما أنتم عليه، ويقال للرجل إذا أمرتَه أن يَثْبُتَ على حال: على مكانتكَ يا فلان، أي: اثبت على ما أنت عليه.
فإن قيل: كيف يجوز أن يأمرهم بالثبات على ما هم عليه والله لا يأمر بالفحشاء؟
قلتُ: هذا تهديد لهم؛ كقوله: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾ [فصلت: ٤٠]. ألا تراه يقول: ﴿فسوف تعلمون﴾.
وقوله: ﴿إني عامل﴾ وقف حسن. المعنى: إني عامل على مكانتي، ثابتٌ على ما أنا عليه من دين الإسلام. وقوله: ﴿فسوف تعلمون﴾ لم يعده أحد رأس آية وليس بوقف؛ لأن قوله: ﴿من تكون له عاقبة الدار﴾ معمول "تعلمون".
قال مكي (٢) : إن جعلت "مَنْ" استفهاماً كانت في موضع رفع بالابتداء، وما بعده الخبر، والجملة في موضع نصب بـ"تعلمون". وإن جعلتها بمعنى "الذي" كانت في موضع نصب بـ"تعلمون".
قرأ حمزة والكسائي: ﴿من يكونُ﴾ بالياء، هنا وفي القصص (٣). وقرأ الباقون بالتاء فيهما؛ لتأنيث العاقبة (٤).

(١) معاني الزجاج (٢/٢٩٣).
(٢) مشكل إعراب القرآن لمكي (١/٢٩١).
(٣) عند الآية رقم: ٣٧.
(٤) الحجة للفارسي (٢/٢١٣)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٢٧٢)، والكشف (١/٤٥٣)، والنشر (٢/٢٦٣)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢١٧)، والسبعة في القراءات (١/٢٧٠).
(١/١٢)


الصفحة التالية
Icon