أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ اتةةب
قوله تعالى: ﴿ أو لم يهد ﴾ أي: يتّضح ويتبين، ولذلك عُدِّي باللام، ﴿ للذين يرثون الأرض من بعد أهلها ﴾ وهم كفار مكة ومن حولها الذين استُخلفوا في أثر من كان قبلهم.
وقوله: ﴿ أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ﴾ في موضع رفع بإسناد "يهد" إليه، المعنى: أو لم يتبينوا أنا لو شئنا أصبناهم بذنوبهم وكفرهم، فأهلكناهم كما أهلكنا من كان قبلهم بذنوبهم وكفرهم.
وقال الزجاج (١) : المعنى: أو لم يبيّن الله لهم أنه لو يشاء.
وقرأت ليعقوب الحضرمي: "أو لم نَهْد" بالنون (٢)، على معنى: أو لم نبين لهم.
قوله تعالى: ﴿ ونطبع على قلوبهم ﴾ معطوف على ﴿ يرثون الأرض ﴾، أو على ما دلّ عليه معنى: "أو لم يهد" (٣)، تقديره: يغفلون عن الهداية، ونطبع على قلوبهم، أو هو منقطع، على معنى: ونحن نطبع.
فإن قيل: هل يجوز أن يكون معطوفاً على "أصبناهم"، على معنى: وطبعنا؟
قلت: لا يساعد عليه المعنى؛ لأنهم كانوا مطبوعاً على قلوبهم من قبل، وهذا التفسير يقتضي خلوّهم عن هذه الصفة.
(٢)... انظر هذه القراءة في: زاد المسير (٣/٢٣٥).
(٣)... انظر: الدر المصون (٣/٣١٠).
(١/٢٠٩)