قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ اتثزب
﴿ قال فرعون آمنتم به ﴾ قرأ حفص ووَرْش: "آمنتم" بهمزة واحدة على الخبر، والباقون بالاستفهام، على تفصيلٍ لهم (١)، وكذلك الذي في طه (٢) والشعراء (٣).
والمعنى: أصدقتم موسى ﴿ قبل أن آذن لكم ﴾.
ثم أخذ الخبيث عند ظهور الحق يموّه على الخلق فقال: ﴿ إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة ﴾ أي: تصنيع صنعتموه في المدينة فيما بينكم وبين موسى في مصر قبل خروجكم إلى الصحراء ﴿ لتخرجوا منها أهلها ﴾ يعني: القبط، وتسكنوها بني إسرائيل. ثم هدّدهم فقال: ﴿ فسوف تعلمون ﴾.
ثم فصّل ما أجمله من الوعيد فقال: ﴿ لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ﴾ يريد: قطع اليد اليمنى والرجل اليسرى.
قال ابن عباس: أول من قطع ذلك وصلب فرعون (٤).
﴿ قالوا إنا إلى ربنا منقلبون ﴾ فيجازى كلاًّ بعمله.
﴿ وما تنقم منا ﴾ أي: ما تعيب منا ﴿ إلا أن آمنا بآيات ربنا ﴾ التي جاء بها موسى

(١)... الحجة للفارسي (٢/٢٦٠-٢٦١)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٢٩٣)، والكشف (١/٤٧٣)، والنشر (٢/٢٧١)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٢٨)، والسبعة في القراءات (ص: ٢٩٠).
(٢)... عند الآية رقم: ٧١.
(٣)... عند الآية رقم: ٤٩.
(٤)... أخرجه الطبري (٩/٢٣)، وابن أبي حاتم (٥/١٥٣٧). وذكره السيوطي في الدر (٣/٥١٥) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(١/٢٢٦)


الصفحة التالية
Icon