قال قتادة: أما السَّنَة: فكانت في بواديهم ومواشيهم. وأما نقص الثمرات: فكان في أمصارهم وقراهم (١).
وقال ابن عباس في رواية الضحاك: يبس لهم كل شيء، وذهبت مواشيهم، حتى يبس نيل مصر، فاجتمعوا إلى فرعون فقالوا: إن كنت رباً كما تزعم فاملأ لنا نيل مصر، فقال: [غدوة] (٢) يصبحكم الماء. فلما خرجوا من عنده قال: أي شيء صنعت! أنا أقدر أن أجيء بالماء في نيل مصر، أُصبحُ فيكذبوني. فلما كان جوف الليل اغتسل، ثم لبس مدرعة من صوف، ثم خرج حافياً حتى أتى بطن نيل مصر، فقام في بطنه فقال: اللهم إنك تعلم أني أعلم أنك تقدر [أن] (٣) تملأ نيل مصر، فاملأه، فما علم إلا بخرير الماء، لِمَا أراد الله به من الهلكة (٤).
قوله تعالى: ﴿ لعلهم يذكرون ﴾ أي: فعلنا بهم ذلك لعلهم يذكرون؛ لأن أحوال الشدة ترقق القلب وتوجب الخضوع والخشوع، وتكشف أغطية الغفلة.
قوله تعالى: ﴿ فإذا جاءتهم الحسنة ﴾ وهي الغيث والخصب والعافية وسعة الأرزاق، ﴿ قالوا لنا هذه ﴾ يعنون بجهة الاستحقاق، نظراً إلى ما ألفوه من الرفاهية،
(٢) في الأصل: غدة. والتصويب من المصادر التالية.
(٣)... زيادة من المصادر التالية.
(٤)... أخرجه ابن أبي حاتم (٥/١٥٤٢). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٣/٢٤٧)، والسيوطي في الدر (٣/٥١٨) وعزاه للحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم.
(١/٢٣١)