والأسر وأبلوا بلاءً حسناً، وكان رسول الله - ﷺ - قال يومئذ: "من قتل قتيلاً فله كذا وكذا، ومن أسر أسيراً فله كذا وكذا". وقال الشيوخ والوجوه الذين ثبتوا تحت الرايات: كنا ردءاً لكم، ولو انهزمتم لانحزتم إلينا. وقالوا لرسول الله - ﷺ -: المغنم قليل والناس كثير، وإن تعط هؤلاء ما شرطت لهم خرجت أصحابك، فنزلت: ﴿يسألونك عن الأنفال﴾ (١). رواه عكرمة عن ابن عباس.
فعلى هذا يكون المعنى: يسألونك عن حكم الأنفال سؤال استفتاء.
قال الزجاج (٢) : إنما سألوا عنها؛ لأنها كانت حراماً على من كان قبلهم.
وقال صاحب النظم: المعنى: يسألونك عن الأنفال لمن هي؟ يدل عليه قوله: ﴿قل الأنفال لله والرسول﴾ يحكمان فيها ما أرادا، ويضعانها حيث شاءا، فلما نزلت هذه الآية قسمها رسول الله - ﷺ - بين أهل بدر على السواء.
والأنفال: جمع نَفْل، وهي الغنيمة (٣)، في قول الحسن ومجاهد وعطاء وعكرمة والضحاك والزجاج (٤) وجمهور العلماء (٥).

(١)... أخرجه أبو داود (٣/٧٧)، والنسائي في الكبرى (٦/٣٤٩)، وابن حبان (١١/٤٩٠)، والحاكم (٢/١٤٣) وابن أبي شيبة (٧/٣٥٤)، والطبري (٩/١٧٢)، والبيهقي في السنن (٦/٢٩١). وانظر: أسباب النزول للواحدي (ص: ٢٣٥)، ولباب النقول (ص: ١٠٦). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤/٦) وعزاه لابن أبي شيبة وأبي داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل.
(٢)... معاني الزجاج (٢/٣٩٩).
(٣)... انظر: اللسان، مادة: (نفل).
(٤)... معاني الزجاج (٢/٣٩٩).
(٥)... أخرجه الطبري (٩/١٦٨-١٦٩)، وابن أبي حاتم (٥/١٦٤٩)، ومجاهد (ص: ٢٥٧).
(١/٣٥٧)


الصفحة التالية
Icon