الأصم، أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "بعثنا رسول الله - ﷺ -، فحاص المسلمون حيصة، فأتينا المدينة فقلنا: يا رسول الله، نحن الفرّارون. قال: بل أنتم العَكَّارون، وأنا فيئتكم" (١). قال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث [يزيد] (٢) بن أبي زياد.
قوله: "فحاص الناس حيصة" أي: حادوا. والعَكَّارون: العائدون إلى القتال. يقال: عكر على الشيء؛ إذا عطف عليه (٣).

فصل


اختلف العلماء في حكم هذه الآية، فذهب قوم -منهم أبو سعيد الخدري، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، وقتادة، والضحاك-: إلى أنها خاصة في أهل بدر (٤)، أوجب الله عليهم أن يثبتوا ذلك اليوم للكفار، وتوعدهم على توليهم
(١)... أخرجه الترمذي (٤/٢١٥ ح١٧١٦).
(٢)... في الأصل: زيد. وانظر: ترجمته في: تقريب التهذيب (ص: ٦٠١).
(٣)... انظر: لسان العرب، مادة: (عكر).
(٤)... أخرجه أبو داود (٣/٤٦)، والنسائي في سننه الكبرى (٥/١٩٨)، والطبري (٩/٢٠١-٢٠٢) وابن أبي حاتم (٥/١٦٧٠) من حديث أبي سعيد، وابن أبي شيبة (٦/٥٤٢)، والنحاس في ناسخه (ص: ٤٦٠-٤٦١) كلاهما من حديث الحسن، وعبد الرزاق (٥/٢٥١) من حديث قتادة والضحاك. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤/٣٦-٣٧) وعزاه لعبد بن حميد وأبي داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وأبي الشيخ وابن مردويه والحاكم عن أبي سعيد الخدري. ومن طريق آخر عن قتادة، وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير. ومن طريق آخر عن ابن عباس، وعزاه لأبي الشيخ وابن مردويه. ومن طريق آخر عن الحسن، وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه وأبي الشيخ. ومن طريق آخر عن عكرمة، وعزاه لابن المنذر وأبي الشيخ. ومن طريق آخر عن الضحاك، وعزاه لعبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة وابن جرير.
(١/٣٨٨)


الصفحة التالية
Icon