قوله تعالى: ﴿وليبلي المؤمنين منه بلاء حسناً﴾ أي: لينعم عليهم نعمة عظيمة بالأجر والغنيمة والاستيلاء على أعدائهم.
فإن قيل: على أي شيء عطف: "وليبلي"؟
قلت: على محذوف تقديره: فَعَلَ ذلك (١)، ليكرم المؤمنين وليبليهم، أو ظهر قدرته للكافرين وليبلي المؤمنين منه بلاء حسناً.
﴿إن الله سميع عليم﴾ سميع لأقوال الطائفتين، عليم بأعمال الفئتين.
قوله تعالى: ﴿ذلكم﴾ إشارة إلى البلاء الحسن، ومحله الرفع، ﴿وأن الله موهن﴾ معطوف على "ذلكم" (٢). والمعنى: مرادنا البلاء للمؤمنين وتوهين كيد الكافرين.
قرأ الحرميان وأبو عمرو: "مُوَهِّن" بتشديد الهاء، وخفّفها الباقون، واتفقوا على التنوين ونصب ﴿كيد﴾، إلا حفصاً فإنه قرأ بغير تنوين، والجرّ في "كيد" على الإضافة (٣).
إن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
قوله تعالى: ﴿إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح﴾ اختلفوا في المخاطبين بهذا على قولين:
(٢)... مثل السابق.
(٣)... الحجة للفارسي (٢/٢٩١)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٣٠٩-٣١٠)، والكشف (١/٤٩٠)، والنشر (٢/٢٧٦)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٣٦)، والسبعة في القراءات (ص: ٣٠٤-٣٠٥).
(١/٣٩٢)