﴿يحلونه عاماً﴾ قال ابن عباس: إذا قاتلوا فيه أحلّوه وحرّموا مكانه صَفَر، وإذا لم يقاتلوا فيه حرَّموه (١).
﴿ليواطئوا عدة ما حرم الله﴾ المواطأة: المماثلة والموافقة على الشيء. يقال: أوطأت فلاناً على كذا؛ إذا وافقته عليه (٢)، فالمعنى: ليوافقوا عدة ما حرَّم الله، فلا يَخرجون من تحريم أربعة أشهر، ويقولون: هي بمنزلة الحرم.
﴿فيحلوا﴾ بهذه المواطأة ﴿ما حرم الله﴾.
يا أيها الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (٣٨) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٩) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِن اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض﴾ قال المفسرون: لما أمر رسول الله - ﷺ - بغزوة تبوك -وكان زمن عسرة
(٢)... انظر: اللسان، مادة: (وطأ).
(١/٤٩٤)