هذا ثاني اثنين، وهذا ذو شيبة المسلمين، إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب، فيأتي رسول الله فيغضب لغضبه، فيغضب الله عز وجل لغضبهما، فيهلك ربيعة. قالوا: ما تأمرنا؟ قال: ارجعوا. قال: فانطلق أبو بكر إلى رسول الله - ﷺ -، فتبعته وحدي، حتى أتى النبي - ﷺ - فحدثه الحديث كما كان، فرفع إليّ رأسه فقال: يا ربيعة! ما لك والصدّيق؟ قلت: يا رسول الله، كان كذا كان كذا، قال لي كلمة كرهها، فقال لي: قل كما قلت لك حتى تكون قصاصاً، فأبيت. فقال رسول الله - ﷺ -: أجل فلا تردّ عليه، ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر، فقلت: غفر الله لك يا أبا بكر. وقال: فولّى أبو بكر وهو يبكي" (١).
قوله تعالى: ﴿فأنزل الله سكينته عليه﴾ أي: على أبي بكر، في قول علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- وابن عباس وعامة المفسرين (٢) ؛ لأن النبي - ﷺ - كان ساكناً مطمئناً.
وقال مقاتل (٣) :"عليه" أي: على النبي - ﷺ -.
﴿وأيده﴾ يعني: الرسول - ﷺ - ﴿بجنود لم تروها﴾ يعني: الملائكة، وذلك يوم بدر والأحزاب وحُنين.

(١)... أخرجه أحمد (٤/٥٨).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٦/١٨٠١) عن ابن عباس وحبيب بن أبي ثابت، وابن أبي شيبة (٦/٣٤٩) عن حبيب. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤/٢٠٧) وعزاه لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس. ومن طريق آخر عن حبيب بن أبي ثابت، وعزاه للخطيب في تاريخه.
(٣) تفسير مقاتل (٢/٤٨).
(١/٥٠٢)


الصفحة التالية
Icon