﴿حتى جاء الحق﴾ وهو استعلاؤك على أعدائك، ﴿وظهر أمر الله﴾ أي: غلب دينه وعلا شرعه، ﴿وهم﴾ يعني: المنافقين ﴿كارهون﴾.
ومنهم مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِن جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ
قوله تعالى: ﴿ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني﴾ أي: ائذن لي في القعود ولا تفتني بالخروج، وذلك "أن النبي - ﷺ - قال للجَدّ بن قيس الأنصاري السلمي: هل لك في جلاد بني الأصفر -يعني: الروم- لعلك تغنم بعض بناتهم؟ فقال: يا رسول الله! ائذن لي ولا تفتني بذكر النساء، فقد علم قومي أنني مغرم بهن، فأعرض عنه رسول الله - ﷺ - وقال: قد أذنت لك" (١).
قال ابن عباس: اعتلّ، لم تكن له عِلَّة إلا النفاق (٢).
﴿ألا في الفتنة﴾ يعني: فتنة التخلف عنك.
قال ابن عباس: هي الكفر (٣).
﴿سقطوا﴾ وقعوا.

(١) أخرجه الطبري (١٠/١٤٨)، وابن أبي حاتم (٦/١٨٠٩)، والطبراني في الكبير (٢/٢٧٥)، والأوسط (٥/٣٧٥). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤/٢١٣) وعزاه لابن المنذر والطبراني وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة عن ابن عباس. ومن طريق آخر عن جابر، وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٢/٥٠٢).
(٣)... زاد المسير (٣/٤٤٩).
(١/٥١٣)


الصفحة التالية
Icon