﴿وهم لا يظلمون﴾ بالنقصان من الثواب والزيادة على العقاب، فإنه سبحانه وتعالى قدَّرَ لكل حسنة وسيئة جزاءً معلوماً عنده.
قل إنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٦١) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
قوله تعالى: ﴿قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم﴾ وهو دين الإسلام.
﴿دِيناً﴾ بدل من محل "إلى صراط مستقيم" (١) لأن التقدير: هداني صراطاً مستقيماً، كما قال: ﴿وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ [الفتح: ٢].
وقوله: ﴿قَيِّماً﴾ [فَيْعِل] (٢)، من قَامَ، أصله: قَيْوِم، ثم أدغمت الياء في الواو؛ كسَيِّد ومَيِّت (٣).
وقرأ ابن عامر وأهل الكوفة: "قِيَماً" بكسر القاف وفتح الياء وتخفيفها (٤).
فعلى هذا: هو مصدر بمعنى القيام وصف به.
﴿ملة إبراهيم﴾ عطف بيان، ﴿حنيفاً﴾ : حال من "إبراهيم" (٥)، تقديره: هداني ربي ملة إبراهيم في حال حنيفيته.

(١) انظر: التبيان (١/٢٦٧)، والدر المصون (٢/٢٢٧).
(٢) في الأصل: فعيل. وانظر: (اللسان، مادة: قوم).
(٣) انظر: اللسان، مادة: (قوم).
(٤) الحجة للفارسي (٢/٢٢٩)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٢٧٨-٢٧٩)، والكشف (١/٤٥٨)، والنشر (٢/٢٦٧)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٢٠)، والسبعة في القراءات (ص: ٢٧٤).
(٥) انظر: التبيان (١/٢٦٧)، والدر المصون (١/٣٨٣).
(١/٦٧)


الصفحة التالية
Icon