وقد قيل: إنها استفهامية (١)، المعنى: فبأي شيء أغويتني.
ثم ابتدأ فقال: ﴿ لأقعدن لهم صراطك المستقيم ﴾ قال الزجاج (٢) : هو مثل قولهم: ضُرِبَ زيد الظَّهْرَ والبَطْن.
والصراط المستقيم: هو الطريق المفضي بسالكه إلى الجنة. ويدخل في هذا قول ابن مسعود والحسن: هو طريق مكة (٣).
وقول جابر ومحمد ابن الحنفية: هو دين الإسلام (٤).
وقول مجاهد: هو الحق (٥).
وفي الحديث: عن النبي - ﷺ - أنه قال: "إن الشيطان قَعَدَ لابن آدم بأَطْرُقِه، فَقَعَدَ له بطريق الإسلام، فقال له: أتُسْلِمُ وَتَذرُ دينكَ ودينَ آبائك، فَعَصَاهُ فأَسْلَم. ثم قَعَدَ له بطريق الهِجْرة، ثم قال له: أَتُهاجِرُ وتَذَر أرضكَ وسماءك، وإنما مَثَلُ المُهاجِرِ مثل الفرس في الطِّول (٦)، فعَصَاهُ فَهَاجَر. ثم قَعَدَ له بطريق الجِهاد، قال: فهو جَهْدُ

(١)... انظر: الدر المصون (٣/٢٤١).
(٢)... معاني الزجاج (٢/٣٢٤).
(٣)... الماوردي (٢/٢٠٦)، وزاد المسير (٣/١٧٦). وذكره السيوطي في الدر (٣/٤٢٦) وعزاه لأبي الشيخ عن ابن مسعود.
(٤)... زاد المسير (٣/١٧٦).
(٥)... أخرجه الطبري (٨/١٣٤). وذكره السيوطي في الدر (٣/٤٢٦) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ.
(٦)... الطِّوَل والطِّيَل -بالكسر-: الحبل الطويل يُشَدُّ أحدُ طَرَفَيْه في وتد أو غيره، والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى، ولا يذهب لوجهه. وطوَّل وأطال بمعنى: أي شدّها في الحبل (النهاية في غريب الحديث ٣/١٤٥، ولسان العرب، مادة: طول).
(١/٩٢)


الصفحة التالية
Icon