فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ
قوله تعالى: ﴿فلولا﴾ أي: فَهَلاَّ، وكذا قرأها عبدالله بن مسعود وأُبيّ بن كعب رضي الله عنهما (١).
﴿كانت قرية آمنت﴾ أي: قرية واحدة من القرى التي أهلكناها آمنت. والمراد: آمن أهلها قبل معاينة العذاب، ولم تُؤَخَّر كما أُخِّرَ فرعون إلى أن أَلْجَمَهُ الغرق وعاين الملك ﴿فنفعها إيمانها﴾.
قوله تعالى: ﴿إلا قوم يونس﴾ قال صاحب الكشاف (٢) :"إلا قوم يونس" استثناء من "القرى"؛ لأن المراد أهاليها، وهو استثناء منقطع، بمعنى: ولكن قوم يونس.
ويجوز أن يكون متصلاً، والجملة في معنى النفي، كأنه قيل: ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا قوم يونس، وانتصابه على أصل الاستثناء.
وقرئ [بالرفع] (٣) على البدل (٤).
وقال الزجاج (٥) : وأما النصب في قوله: ﴿إلا قومَ يونس﴾ مثله في الشعر:
(٢)... الكشاف (٢/٣٥٣).
(٣)... زيادة من الكشاف، الموضع السابق.
(٤)... رُوي ذلك عن الجرمي والكسائي. انظر: البحر المحيط (٥/١٩٢).
(٥)... معاني القرآن للزجاج (٣/٣٤-٣٥).
(١/١٠٣)