* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
قوله تعالى: ﴿وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها﴾ "مِنْ" زائدة. والدَّابَّة: اسم لكل حيوان دَبَّ ودَرَجَ، ذَكَراً كان أو أنثى، مميزاً أو غير مميز (١). والمعنى: على الله رزقها تفضلاً منه.
ولما ضمنه سبحانه وتعالى -وكان ما ضمنه الله متحتم الوجود- أتى بلفظ الوجوب فقال: ﴿على الله رزقها﴾، ولهذه الآية وأمثالها قلّ حرص ذوي الألباب في طلب الرزق.
وأخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد (٢) بإسناده عن مسروق قال: ((أكونُ بالرزق أوثق مني حين (٣) يقول الخادم: ليس عندنا قفيز ولا درهم))، يشير بذلك إلى ثقته بموعد الله تعالى وطمأنينته وسكونه إليه.
﴿ويعلم مستقرها ومستودعها﴾ سبق تفسيره في الأنعام (٤)، و "الكتاب المبين": اللوح المحفوظ.

(١)... انظر: اللسان، مادة: دبب.
(٢)... الزهد (ص: ٤١٩).
(٣)... في الزهد: ما أكون أوثق مني بالرزق حين.
(٤)... عند تفسير الآية رقم (٩٨).
(١/١٢٢)


الصفحة التالية
Icon