وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
قوله تعالى: ﴿ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة﴾ قال الزجاج (١) :"الإنسان" اسم جنس. والمنصوص عن ابن عباس: أنه الوليد بن المغيرة (٢).
وقال غيره: عبد الله بن [أبي] (٣) أمية المخزومي.
و"الرحمة": النعمة من صحة، أو أمن، أو مال، أو ولد، أو غير ذلك.
﴿ثم نزعناها منه﴾ أي: سلبناه تلك الرحمة ﴿إنه ليؤوس﴾ من عود مثل تلك النعمة التي كنا أنعمنا بها عليه إليه ﴿كفور﴾ بقنوطه من الرحمة. قال الله تعالى: ﴿إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون﴾ [يوسف: ٨٧].
وقال مقاتل (٤) : إنه ليؤوس عند الشدة من الخير، كفورٌ لله في نعمه في الرخاء.
فصل
اللام في "لئن" لتوطئة القسم، والتقدير: والله لئن.
وقوله: "إنه ليؤوس كفور" جواب القسم لا جواب "إِنْ"؛ لأن جواب "إِنْ" مجزوم، أو الفاء؛ كقولك: إِنْ تَأْتِنِي آتِكَ، وَإِنْ تَأْتِنِي فَزَيْدٌ يُكْرمك، وإذا قلت: لئن تأتني، لم يجز أن تقول: آتك، وإنما تقول: لآتينك. والدليل على هذا قوله: ﴿لئن اجتمعت الإنس والجن -إلى قوله-: لا يأتون بمثله﴾ [الإسراء: ٨٨] فأغنى عن
(١)... معاني الزجاج (٣/٤١).
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٢/٥٦٦)، وابن الجوزي في زاد المسير (٤/٨٠).
(٣)... زيادة من المصدرين السابقين. وانظر ترجمته في: الإصابة (٤/١١-١٣)، وتعجيل المنفعة (١/٢١١).
(٤)... تفسير مقاتل (٢/١١٠).
(١/١٢٦)
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٢/٥٦٦)، وابن الجوزي في زاد المسير (٤/٨٠).
(٣)... زيادة من المصدرين السابقين. وانظر ترجمته في: الإصابة (٤/١١-١٣)، وتعجيل المنفعة (١/٢١١).
(٤)... تفسير مقاتل (٢/١١٠).
(١/١٢٦)