قلتُ: وذلك في قوله:
كَأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ رَطْباً وَيَابساً... لَدَى وَكْرِهَا العُنَّابُ والحَشَفُ البَالي (١)
قال: وأن يشبّه بالذي جمع بين العمى والصمم، أو الذي جمع بين البصر والسمع، على أن تكون الواو في "الأصم" وفي "السميع" لعطف الصفة على الصفة.
﴿هل يستويان﴾ يعني الفريقين ﴿مثلاً﴾ تشبيهاً ﴿أفلا تذكرون﴾ أيها الكفار الأغمار.
ولقد أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
قوله تعالى: ﴿ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه إني لكم نذير مبين﴾ قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: "أني" بفتح الهمزة، بتقدير حرف الجار، وكأن وجه الكلام: بأنه لهم نذير، لكنه من باب الالتفات وخطاب التكوين.
وقرأ الباقون: "إني" بكسر الهمزة، على إضمار القول (٢).
(٢)... الحجة للفارسي (٢/٣٨٥)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٣٣٧)، والكشف (١/٥٢٥)، والنشر (٢/٢٨٨)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٥٥)، والسبعة في القراءات (ص: ٣٣٢).
(١/١٤٤)