وتكوين مكون قاهر.
ويروى: أن نوحاً عليه السلام صام يوم عاشوراء، وأمر من معه بالصيام شكراً لله تعالى على نعمة الخلاص من الأعداء، والنجاة من تلك الأهوال الشديدة.
ونادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (٤٥) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٤٦) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ
قوله تعالى: ﴿ونادى نوح ربه﴾ أي: أراد النداء، لئلا يكون عاطفاً ﴿فقال رب﴾ بالفاء، وهو هو، ولو أريد النداء بنفسه لجاء كما في قوله: ﴿إذ نادى ربه نداء خفياً * قال رب﴾ [مريم: ٣-٤].
﴿وإن وعدك الحق﴾ أي: الثابت الذي لا شك فيه، وقد وعدتني أن تنجيني وأهلي، ﴿وأنت أحكم الحاكمين﴾ أعلمهم وأعدلهم (١).
﴿قال يا نوح إنه ليس من أهلك﴾ تَعَلَّقَ جماعة -منهم الحسن البصري وابن
(١/١٦٦)