والعَمَه.
وإذا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْقائما فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
قوله تعالى: ﴿وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً﴾ الإنسان هاهنا: اسم جنس.
قال ابن عباس: هو الكافر إذا أصابه ما يكره من فقر أو مرض أو بلاء أو شدة أخلص في الدعاء، مضطجعاً كان أو قائماً أو قاعداً (١).
فعلى هذا؛ قوله: "لجنبه" وما عطف عليه، أحوال من الضمير المرفوع في "دعانا". ويجوز أن يكون الحال من "الإنسان" (٢).
المعنى: وإذا مس الإنسان الضر في حال اضطجاعه أو قعوده أو قيامه دعانا، فإن المضرورين على ضروب: منهم المضطجع وهو صاحب الفراش، ومنهم القاعد، ومنهم القادر على القيام، وكلهم مفتقرون إلى استدفاع البلايا بالإخلاص والدعاء.
﴿فلما كشفنا عنه ضرّه مرّ﴾ أي: مضى مستمراً على طريقته الأولى مغروراً بالعافية، ناسياً ضرره، راكباً رأسه في طغيانه، متّبعاً هواه.
وقيل: "مرّ" هي موقف الضراعة والدعاء.
(٢)... انظر: التبيان (٢/٢٥)، والدر المصون (٤/١٢).
(١/١٧)