قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (٤٨) تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ
﴿قيل يا نوح اهبط بسلام منا﴾ يعني: من السفينة، "بسلام منا" أي: مسلماً محفوظاً من جهتنا.
﴿وبركات عليك﴾ خيرات نامية.
قال المفسرون: البركات عليه أن صار أبا البشر، فجميعهم من نسله (١).
﴿وعلى أمم ممن معك﴾ قال ابن الأنباري (٢) : من ذراري من معك.
قال محمد بن كعب: دخل في ذلك السلام والبركات كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة (٣).
﴿وأمم﴾ : مبتدأ ﴿سنمتعهم﴾ : صفة، والخبر محذوف، تقديره: وممن معك أمم سنمتعهم في الدنيا، وحذف لدلالة قوله: "ممن معك" عليه (٤).
﴿ثم يمسهم منا عذاب أليم﴾ شيء في الآخرة، "عذاب أليم" وهو عذاب النار.
(٢)... انظر: الوسيط (٢/٥٧٦)، وزاد المسير (٤/١١٥).
(٣)... أخرجه الطبري (١٢/٥٥)، وابن أبي حاتم (٦/٢٠٤١). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤/٤٤١) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٤)... انظر: الدر المصون (٤/١٠٥).
(١/١٧٠)