وقرأ ابن أبي عبلة: "كذباً" بالنصب على الحال (١)، بمعنى: جاؤوا به كاذبين، أو مفعول له.
وقرأتْ عائشة وابن عباس والحسن وأبو العالية: "كَدِبٍ" بالدال المهملة (٢)، أي: طري.
قال ابن فارس (٣) : وفيه نظر.
وقال الزمخشري (٤) : هو الكدر.
وقال أبو الفتح عثمان ابن جني في كتاب المحتسب (٥) : أصل هذا من [الكَدَب] (٦). وهو الفُوفُ (٧) : أعني: البياض الذي يخرج على أظفار الأحداث، فكأنه دم قد أَثَّرَ في قميصه.
وقد روي: أن يعقوب عليه السلام لما سمع بخبر يوسف صاح بأعلى صوته: أروني قميصه، فوضعه على وجهه وبكى، ثم قال: كذبتم، لو أكله الذئب لخرق القميص!.

(١)... انظر: زاد المسير (٤/١٩٣).
(٢)... إتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٦٣).
(٣)... معجم مقاييس اللغة (٥/١٦٨).
(٤)... الكشاف (٢/٤٢٥).
(٥)... المحتسب (١/٣٣٥).
(٦)... في الأصل: الكذب. والمثبت من المحتسب، الموضع السابق.
(٧)... الفُوف: البياض الذي يكون في أظفار الأحداث، وكذلك الفَوْفُ، واحدته: فُوفَة، يعني بواحده، الطائفة منه. ومنه قيل: بُرْدٌ مُفَوَّفٌ. وقال الجوهري: الفُوف: الحبة البيضاء في باطن النواة التي تنبت منها النخلة (اللسان، مادة: فوف).
(١/٢٩٤)


الصفحة التالية
Icon