ويقولون في الطلاق: اذهَبي فلا أنْدَهُ سَرْبَك (١).
قال الزجاج (٢) : معنى الآية: الجاهرُ بنطْقِه، والمضمِر في نفسه، والظاهر في الطرقات، والمستخفي في الظلمات، علم الله تعالى فيهم جميعاً سواء.
[والضمير] (٣) في: ﴿له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه﴾ يعود إلى "مِنْ" كأنه قيل: لمنْ أسَرَّ وجَهَرَ معقبات من الملائكة يتعاقبون لحفظه.
قال أكثر المفسرين: هم الحفَظَة؛ اثنان بالنهار واثنان بالليل، إذا مضى فريق خلفه فريق (٤).
﴿يحفظونه من أمر الله﴾ أي: بأمْر الله، وكذلك هي في قراءة علي وابن عباس (٥).
وقيل: المعنى: يحفظونه من أجل أمر الله لهم بذلك.
وقيل: المعنى: له معقبات من أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، وهو قول أبي صالح والفراء (٦).
فعلى هذا القول: "من أمر الله" في موضع رفع؛ لأنها صفة المرفوع الذي هو "معقبات".

(١)... انظر: اللسان (مادة: سرب).
(٢)... معاني الزجاج (٣/١٤٢).
(٣)... في الأصل: والطمير. والصواب ما أثبتناه.
(٤)... أخرجه الطبري (١٣/١١٥) وما بعدها، وابن أبي حاتم (٧/٢٢٣٠). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤/٣١٠-٣١١)، والسيوطي في الدر (٤/٦١٢) وما بعدها.
(٥)... البحر (٥/٣٦٤)، والدر المصون (٤/٢٣٣).
(٦)... معاني القرآن للفراء (٢/٦٠).
(١/٤٥١)


الصفحة التالية
Icon