لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَال
قوله تعالى: ﴿له دعوة الحق﴾ قال علي عليه السلام: له كلمة التوحيد، وهي لا إله إلا الله (١).
قال الزمخشري (٢) : أضاف الدعوة إلى الحق الذي هو نقيض الباطل، كما تضاف الكلمة إليه في قولك: كلمة الحق، للدلالة على أن الدعوة ملابسة للحق مختصة به، وأنها بمعزل من الباطل.
وقال الحسن: الحق هو الله تعالى، وكل دعاء إليه دعوة الحق (٣).
﴿والذين يدعون من دونه﴾ أي: والأصنام الذين يدعونهم من دون الله ﴿لا يستجيبون لهم بشيء﴾ من طلباتهم ﴿إلا كباسط كفّيه إلى الماء﴾ أي: إلا استجابة كاستجابة باسط كفيه، أي: كاستجابة الماء من يبسط كفيه إليه يطلب منه أن يبلغ فاه، والماء لا يستجيب ولا يعقل ولا يشعر بشيء، كذلك آلهتهم جماد لا تحسّ بدعائهم ولا تشعر بعبادتهم.
قال علي عليه السلام وعطاء: هو الرجل العطشان الذي يجلس على شفير بئر

(١)... أخرجه الطبري (١٣/١٢٨). وذكره السيوطي في الدر (٤/٦٢٨) وعزاه لأبي الشيخ.
(٢)... الكشاف (٢/٤٩٠).
(٣)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/١١)، وابن الجوزي في زاد المسير (٤/٣١٧).
(١/٤٦١)


الصفحة التالية
Icon