قال ابن الأنباري (١) :"جفاء": بالياً متفرقاً.
قال الزجاج (٢) : الجفاء: ما جفاه الوادي، أي: رمى به.
وقال ابن فارس (٣) : الجُفَاء: ما نفاه السيل، ومنه اشتقاق الجَفَاء.
وقال غيره: هو ما رمى به الوادي إلى جنباته، ومنه: أجْفَأَتِ القِدْر بزبدها، إذا ألقته عنها (٤).
﴿وأما ما ينفع الناس﴾ من الماء وجوهر الفلز الذي ذهب عنه خبثه وزبده، وهو المضروب مثلاً للحق وأهله ﴿فيمكث في الأرض﴾ يستقر فيها لنفع الناس.
للذين اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَن لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٨) * أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هو الحق كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ
قوله تعالى: ﴿للذين استجابوا لربهم الحسنى﴾ كلام مستأنف. "الحسنى" مبتدأ، والظرف الذي هو "للذين" الخبر (٥).
والحسنى: الجنة وكل خير.

(١)... انظر: زاد المسير (٤/٣٢٢).
(٢)... معاني الزجاج (٣/١٤٥).
(٣)... معجم مقاييس اللغة (١/٤٦٦).
(٤)... انظر: اللسان (مادة: جفأ).
(٥)... التبيان (٢/٦٣)، والدر المصون (٤/٢٣٨).
(١/٤٧٠)


الصفحة التالية
Icon