نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا} [الأنعام: ١١١].
وذكر الفراء (١) : أن جواب "لو" مقدّم، تقديره: وهم يكفرون بالرحمن ولو أننا نزلنا عليهم ما سألوه.
﴿بل لله الأمر جميعاً﴾ فلو شاء لهداهم اختياراً واضطراراً.
ثم أكد ذلك بقوله: ﴿أفلم ييأس الذين آمنوا﴾ قال ابن عباس: أفلم يتبين (٢)، وكذا كان يقرأها علي وابن مسعود في آخرين، وهو قول مجاهد (٣).
وروي عن ابن عباس أنه قال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس (٤).
قال بعض العلماء: هذا ونحوه مما لا يُصَدَّقُ في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتاً بين دفتي الإمام، وكان متغلباً في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه، هذه والله فرية ما فيها مرية.
وقال في رواية ابن أبي طلحة: أفلم يعلم (٥). وبه قال قتادة والحسن.

(١)... معاني الفراء (٢/٦٣).
(٢)... أخرجه الطبري (١٣/١٥٤). وذكره السيوطي في الدر (٤/٦٥٣) وعزاه لابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس.
(٣)... أخرجه الطبري (١٣/١٥٥).
(٤)... أخرجه الطبري (١٣/١٥٤). وذكره السيوطي في الدر (٤/٦٥٣) وعزاه لابن الأنباري في المصاحف.
(٥)... أخرجه الطبري (١٣/١٥٤). وذكره السيوطي في الدر (٤/٦٥٣) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(١/٤٨٨)


الصفحة التالية
Icon