مثل الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
قوله تعالى: ﴿مثل الذين كفروا بربهم﴾ أي: فيما يتلى عليكم مثل الذي كفروا بربهم، فأضمر الخبر.
والفراء يزعم أن "مثلا" ملغى، وجاء الخبر بقوله: ﴿أعمالهم كرماد اشتدت﴾ عن المضاف إليه.
قال الزجاج (١) : وجائز أن يكون والله تعالى أعلم المعنى: صفة الذين كفروا بربهم أعمالهم، كما تقول: صفة زيد أسمر، أي: زيد أسمر.
وقال غيره: المثل مستعار للصفة التي فيها [غرابة] (٢).
وقوله: "أعمالهم كرماد" جملة مستأنفة على تقدير سؤال السائل، تقول: كيف مَثَلُهم؟ فقيل: أعمالهم كرماد.
ويجوز أن يكون "مثل أعمال الذين كفروا بربهم" أو هذه الجملة خبر للمبتدأ، أي: صفة الذين كفروا أعمالهم كرماد؛ كقولك: صفةُ زيدٍ عِرْضُه مَصُونٌ، ومالُه مبذولٌ. أو يكون "أعمالهم" بدلاً من "مثل الذين كفروا" على تقدير: مثل أعمالهم، "كرماد" الخبر (٣).
﴿اشتدت به الريح في يومٍ عاصف﴾ جعل العصف لليوم، والمراد: ما اشتمل
(٢)... في الأصل: عذابه. وانظر: الدر المصون (٤/٢٥٨).
(٣)... التبيان (٢/٦٧)، والدر المصون (٤/٢٥٧-٢٥٨).
(١/٥٢٤)