نحاس مذاب متناهي الحرارة (١). ومنه قوله: ﴿آتوني أفرغ عليه قِطْرا﴾ [الكهف: ٩٦].
﴿وتغشى﴾ أي: تعلو ﴿وجوههم النار﴾ لا يتّقونها بشيء، كما قال الله تعالى: ﴿أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة﴾ [الزمر: ٢٤]، وقال: ﴿يوم يسحبون في النار على وجوههم﴾ [القمر: ٤٨].
ولما كانت عادة الإنسان أن يتّقي بيده، أخبر الله سبحانه وتعالى أن أهل النار يُصفّدون وتُغَلّ أيديهم ليُمنعوا هذا القدر من الراحة، نعوذ بالله من سخطه وعذابه.
قوله تعالى: ﴿ليجزي الله﴾ اللام متعلقة بقوله: "وبرزوا"، والمعنى: ليجزي الله ﴿كل نفس﴾ صالحة وطالحة ﴿ما كسبت﴾ من خير وشر.
﴿إن الله سريع الحساب﴾ سبق تفسيره.
وقيل: المعنى حسابه واقع لا محالة، وكل ما هو واقع فهو سريع.
قوله تعالى: ﴿هذا بلاغ للناس﴾ يعني: القرآن، وقيل: ما أشار إليه من قوله: "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" إلى قوله: "هذا بلاغ للناس".
ومعنى قوله: "بلاغ": كفاية في التذكير والتحذير.
﴿ولينذروا به﴾ عطف على محذوف، تقديره: ليُنْصَحُوا وليُنْذَرُوا به.
﴿وليعلموا﴾ أنما فيه من الحجج البالغة ﴿أنما هو إله واحد﴾ وعلى القول الآخر: المعنى: وليعلموا إذا أنذروا واستثمروا من ذلك خوفاً يبعثهم على النظر في

(١)... زاد المسير (٤/٣٧٧).
(١/٥٧٥)


الصفحة التالية
Icon