الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء)) (١).
وهذا موضع تكثير لا تقليل، وأنشدوا:
فإنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الفِنَاءِ فرُبَّما... أقامَ به بعدَ الوفودِ وُفودُ (٢)
وقال صاحب الكشاف (٣) : هو وارد على مذهب العرب في قولهم: لعلك [ستندم] (٤) على فعلك، ولا يَشُكُّون في [تندمه] (٥)، ولا يقصدون تقليله، ولكنهم أرادوا: لو كان [الندم] (٦) مشكوكاً فيه أو كان قليلاً لحقّ عليك أن لا تفعل هذا الفعل؛ لأن العقلاء يتحرزون [من التعرض للغم المظنون، كما يتحرزون] (٧) من المتيقن ومن القليل منه، كما يتحرزون من الكثير، وكذلك المعنى في الآية: ولو كانوا يودون الإسلام مرة واحدة، [فبالحري] (٨) أن يسارعوا إليه، فكيف وهم يودونه في كل ساعة.
والقول الجزل في نظري: إجراؤها على ظاهرها وما وُضِعَتْ له، وما ذاك لقلة
(٢)... البيت لأبي عطاء السندي يرثي ابن هبيرة. وانظر البيت في: تفسير أبي السعود (٣/١٢٦)، واللسان (مادة: عهد)، وفيض القدير (٢/٢٣٩).
(٣)... الكشاف (٢/٥٣٣-٥٣٤).
(٤)... في الأصل: تندم. والمثبت من الكشاف (٢/٥٣٣).
(٥)... في الأصل: تقدمه. والتصويب من الكشاف، الموضع السابق.
(٦)... في الأصل: التقدم. والتصويب من الكشاف، الموضع السابق.
(٧)... زيادة من الكشاف (٢/٥٣٤).
(٨)... في الأصل: بالحري. والتصويب من الكشاف، الموضع السابق.
(١/٥٨١)