الشمس والله قد أشرقت، فقال آخر: وهذه العير والله قد أقبلت يقدمها جمل أورق كما قال محمد، ثم لم يؤمنوا وقالوا: ما هذا إلا سحر مبين" (١).
قالت عائشة وابن عباس: "كان الإسراء لسبع عشرة مضت من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة" (٢).
وقد روى حديث الإسراء والمعراج جماعة؛ منهم: علي، وابن مسعود، وأبي بن كعب، وحذيفة، وسعيد، وجابر، وأبو هريرة، وابن عباس، وأم هانئ.
فإن قيل: المعراج والإسراء في ليلة واحدة، فهلا أخبرهم بعروجه إلى السماء مقترناً بالإسراء؟
قلت: استدرجهم إلى الإيمان بذكر الإسراء أولاً، فلما ظهرت أمارات صدقه ووضحت لهم براهين رسالته، واستأنسوا بتلك الآية الخارقة، أخبرهم بما هو أعظم منها، وهو المعراج، فحدَّثَهم النبي - ﷺ - به، وأنزله الله تعالى في كتابه في سورة النجم.
سياق الأحاديث التي جاءت في المعراج:
أخبرنا الشيخان أبو القاسم السلمي قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، وأبو الحسن علي بن أبي بكر بقراءتي عليه برأس عين قالا: أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو الحسن الداودي، أخبرنا عبدالله بن أحمد السرخسي، أخبرنا محمد بن يوسف الفربري، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام بن

(١)... ذكره أبو السعود في تفسيره (٥/١٥٥). وانظر: الدر المنثور (٥/٢٠٩).
(٢)... أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (١/٢١٤). وذكره السيوطي في الدر (٥/٢٠٩) وعزاه لابن سعد وابن عساكر عن عبدالله بن عمر وأم سلمة وعائشة وأم هانئ وابن عباس.
(١/١١٦)


الصفحة التالية
Icon