وأعلمناهم في التوراة ﴿لتفسدن في الأرض﴾ يعني: أرض مصر ﴿مرتين﴾ بالمعاصي وقتل الأنبياء ومخالفة أحكام التوراة، ﴿ولتعلن﴾ أي: لتعظمن عن الطاعة ولتبغن ﴿علواً كبيراً﴾ عظيماً.
قال مقاتل (١) : كان بين الفسادين مائتا سنة وعشر سنين.
قال بعضهم: وكان ممن قتلوا في الإفساد الأول زكريا وابنه يحيى.
فصل يتضمن الإشارة إلى سبب قتلهما
أما زكريا عليه السلام السلام فإنهم اتهموه بمريم، وقالوا: منه حملت، فطلبوه، فذهب منهم، فانفتحت له شجرة فدخل فيها وبقي من ردائه هُدْب (٢)، فدلّهم الشيطان عليه، فنشروا الشجرة بالميشار (٣) وهو فيها. وقيل: إنه مات حتف أنفه.
وأما يحيى بن زكريا؛ فقال ابن عباس: أراد ملكهم نكاح ابنة أخيه، فنهاه عنها، فقتله (٤).
وروى السدي عن أشياخه: أن ملك بني إسرائيل [هوي] (٥) بنت امرأته، فسأل يحيى بن زكريا عن نكاحها فنهاه، فحنقت أمها عليه حين منعه من التزويج بها، وعمدت [إلى] (٦) بنتها فزينتها وأرسلتها إلى الملك حين جلس على شرابه،
(١)... تفسير مقاتل (٢/٢٤٩).
(٢)... أي: طرفه (اللسان، مادة: هدب).
(٣)... الميشار أو المنشار: هو الذي يقطع به الخشب (اللسان، مادة: أشر).
(٤)... زاد المسير (٥/٨).
(٥)... في الأصل: هو. والتصويب من زاد المسير (٥/٨).
(٦)... زيادة من زاد المسير، الموضع السابق.
(١/١٢٥)
(٢)... أي: طرفه (اللسان، مادة: هدب).
(٣)... الميشار أو المنشار: هو الذي يقطع به الخشب (اللسان، مادة: أشر).
(٤)... زاد المسير (٥/٨).
(٥)... في الأصل: هو. والتصويب من زاد المسير (٥/٨).
(٦)... زيادة من زاد المسير، الموضع السابق.
(١/١٢٥)