إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
قوله تعالى: ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم﴾ أي: للحالة التي هي أقوم الحالات، أو إلى الملة، أو للطريقة التي هي أقوم وأمثل، من توحيد الله تعالى وطاعته، وتصديق رسله، والعمل بالمعروف، ومكارم الأخلاق.
﴿ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم﴾ أي: بأن لهم، فلما حذف الباء انتصب موضع "أن" عند سيبويه، وبقي على الجَرّ عند الخليل.
﴿أجراً كبيراً﴾ وهو نعيم الجنة.
﴿وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليماً﴾ معطوف على "أن لهم أجراً كبيراً". المعنى: يبشر المؤمنين ببشارتين، بحسن جزائهم، وعقاب أعدائهم.
ودع الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا
قوله تعالى: ﴿ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير﴾ الإنسان هاهنا: اسم جنس. والمعنى: أنه يدعو عند غضبه على نفسه وأولاده وماله [وأهله] (١) بالشر كما يدعو بالخير (٢).
﴿وكان الإنسان عجولاً﴾ يتسرع إلى ما لم تحمله نفسه عليه وطمعه إليه، من
(٢)... انظر: زاد المسير (٥/١٣).
(١/١٣٤)