منه (١).
ربكم أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا
قوله تعالى: ﴿ربكم أعلم بما في نفوسكم﴾ أي: بما تضمرون من البِرّ والعقوق ﴿إن تكونوا صالحين﴾ طائعين لله بارّين، ثم بدَرَت منكم بادرة عند الغضب ثم تُبْتُم وأنبْتُم، ﴿فإنه كان للأوابين غفوراً﴾ أي: للأوابين منكم، فحذف. ويجوز أن يكون التقدير: إنه كان لكم، فوضع الظاهر موضع المضمر؛ لأن الأوابين الصالحون.
قال ابن قتيبة (٢) : الأوَّاب: التائب مرة بعد مرة.
وقال الزجاج (٣) : الأوَّاب: المقْلِعُ عن جميع ما نُهي عنه (٤). يقال: قد آبَ يؤُوبُ [أوْباً] (٥) ؛ إذا رجَع (٦).
قال عبيد بن عمير: الأواب: الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله منها (٧).

(١)... أخرجه الحارث في مسنده (٢/٨٤٧ ح٨٩٨)، وأبو نعيم في الحلية (٥/١٨٣).
(٢)... تفسير غريب القرآن (ص: ٢٥٣).
(٣)... معاني الزجاج (٣/٢٣٥).
(٤)... وهو نحو قول ابن جرير، قال: أولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: الأواب هو التائب من الذنب الراجع من معصية الله إلى طاعته، ومما يكرهه إلى ما يرضاه (الطبري ١٥/٧١).
(٥)... زيادة من معاني الزجاج (٣/٢٣٥).
(٦)... انظر: اللسان (مادة: أوب).
(٧)... أخرجه الطبري (١٥/٧٠)، وهناد في الزهد (٢/٤٥٨). وذكره السيوطي في الدر (٥/٢٧١) وعزاه لهناد.
(١/١٥٦)


الصفحة التالية
Icon