وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
قوله تعالى: ﴿ولا تقف ما ليس لك به علم﴾ يقال: قَفَاهُ يقْفُوه قفْواً قافةً يقوفُه؛ إذا اتّبَعَ أثره (١).
قال الزجاج (٢) : وتقرأ: "ولا تقُفْ" بضم القاف وسكون الفاء، من قولك: قاف يقوفُ وكأنه مقلوب من قَفَا يقْفُو؛ لأن المعنى واحد (٣).
قال ابن عباس: المعنى: لا ترْمِ أحداً بما ليس لك به علم (٤).
وقال محمد بن الحنفية: هو شهادة الزور (٥).
ويدخل في عمومه النهي عن التقليد وعن الكذب.
قال ابن عباس: لا تَقُلْ: رأيتُ ولم تَرَ، وسمعتُ ولم تسمع (٦).
﴿إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك﴾ إشارة إلى الجوارح المذكورة {كان

(١)... انظر: اللسان (مادة: قوف).
(٢)... معاني الزجاج (٣/٢٣٩).
(٣)... ذكر السمين الحلبي في ذلك قولين: أحدهما: ما قاله الزجاج من أنه مقلوب من قَفَا يقْفُو. والثاني -وهو الأظهر-: أنه لغة مستقلة كـ "جَبَذَ" و "جَذَبَ" لكثرة الاستعمالين. ومثله: قاعَ الفحْلُ الناقةَ وقَعَاهَا (الدر المصون ٤/٣٩٠).
(٤)... أخرجه الطبري (١٥/٨٦). وذكره السيوطي في الدر (٥/٢٨٦) وعزاه لابن جرير.
(٥)... أخرجه الطبري (١٥/٨٦)، وابن أبي حاتم (٧/٢٣٣١). وذكره السيوطي في الدر (٥/٢٨٦) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٦)... أخرجه الطبري (١٥/٨٦). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٥/٣٥)، والسيوطي في الدر (٥/٢٨٦) وعزاه لابن جرير وابن المنذر.
(١/١٦٥)


الصفحة التالية
Icon