-وهو قول ابن مسعود والنخعي واختيار ابن قتيبة، وعن ابن عباس كالقولين- فيكون المراد بذلك صلاة المغرب إلى غسق الليل، وهو ظلمته (١).
قال القاضي أبو يعلى: يحتمل أن يكون المراد: بيان وقت المغرب أنه من غروب الشمس إلى غسق الليل (٢).
وقال الحسن: يريد المغرب والعشاء (٣).
وقال الزجاج (٤) في قوله: ﴿وقرآن الفجر﴾ فائدة عظيمة، وهي: أن الصلاة لا تكون إلا [بقراءة] (٥) حين سميت الصلاة قرآناً.
﴿إن قرآن الفجر كان مشهوداً﴾ تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - ﷺ - قال: ((فضل الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر. يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً﴾ )) (٦).
قوله تعالى: ﴿ومن الليل فتهجد به نافلة لك﴾ قال مجاهد: التَّهَجُّدُ: القيام بعد النوم (٧).

(١)... زاد المسير (٥/٧٢-٧٣).
(٢)... زاد المسير (٥/٧٣).
(٣)... مثل السابق.
(٤)... معاني الزجاج (٣/٢٥٥-٢٥٦).
(٥)... في الأصل: بقرآن. والتصويب من معاني الزجاج (٣/٢٥٥).
(٦)... أخرجه البخاري (٤/١٧٤٨ ح٤٤٤٠)، ومسلم (١/٤٥٠ ح٦٤٩).
(٧)... الوسيط (٣/١٢١)، وزاد المسير (٥/٧٤).
(١/٢١٥)


الصفحة التالية
Icon