الدين كله} [التوبة: ٣٣]، ﴿ليستخلفنهم في الأرض﴾ (١) [النور: ٥٥].
قوله تعالى: ﴿وقل جاء الحق﴾ وهو الإسلام، ﴿وزهق الباطل﴾ اضمحل الشرك وبطل وهلك.
وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود قال: ((دخل النبي - ﷺ - مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون صنماً، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: ﴿جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً﴾ )) (٢). والمعنى: أن الباطل كان مضمحلاً غير ثابت.
وننزل مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا
قوله تعالى: ﴿وننزل من القرآن ما هو شفاء﴾ "من" لبيان الجنس، كقوله: ﴿من الأوثان﴾، والمراد: ما هو شفاء للمؤمنين من مرض الشرك والشك، فموقعه منهم موقع الشفاء من المرضى.
﴿ورحمة للمؤمنين﴾ نعمة لهم يفضي بهم إلى السعادة الأبدية، وهي الجنة، ﴿ولا يزيد الظالمين﴾ يعني: المشركين ﴿إلا خساراً﴾ نقصاناً لتكذيبهم وكفرهم.
وإذآ أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (٨٣) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا
قوله تعالى: ﴿وإذا أنعمنا على الإنسان﴾ يريد: الكفار.
(٢)... أخرجه البخاري (٢/٨٧٦ ح٢٣٤٦)، ومسلم (٣/١٤٠٨ ح١٧٨١).
(١/٢٢٢)