وقيل: رأوا شُعورهم وأظفارهم قد طالتْ جداً فقالوا ذلك.
وتحسبهم أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (١٨) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قآئل مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (١٩) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا
ثم إنهم أضربُوا عن حديث المدة حيث لم يجدوا سبيلاً إلى تحقيقها، وأخذوا فيما يُهمّهم فقالوا: ﴿فابعثوا أحدكم (١) بوَرِقِكُم هذه إلى المدينة﴾ قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر: "بِوَرْقِكُم" بسكون الراء (٢)، طلباً للتخفيف، كما قالوا: كِبْد في كَبِد، وكِتْف في كَتِف. وبعض العرب يكسرون الواو فيقولون: وِرْق. وبها قرأ ابن
(٢)... الحجة للفارسي (٣/٨٠)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٤١٣)، والكشف (٢/٥٧)، والنشر في القراءات العشر (٢/٣١٠)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٨٩)، والسبعة في القراءات (ص: ٣٨٩).
(١/٢٦٠)