مُقْتَدِرًا (٤٥) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا
قوله تعالى: ﴿واضرب لهم مثل الحياة الدنيا﴾ أي: مَثَّلَ لهم الحياة الدنيا في بهجتها ونضرتها وحسن منظرها وسوء عاقبتها، ﴿كَمَاءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به﴾ أي: التفَّ بسببه ﴿نبات الأرض﴾، وقيل: سرى الماء في النبات فاختلط به.
﴿فأصبح هشيماً﴾ متفتتاً [متحطماً] (١)، مِنْ هشمت الشيء؛ إذا كسرته (٢).
قال الفراء (٣) : الهشيم: كلُّ ما كان رطباً فيبس.
وقال الزجاج (٤) : الهشيم: النبات الجاف.
﴿تذروه الرياح﴾ أي: تنسفه وتسفيه.
وقرأ ابن مسعود: "تذريه" بالياء بدل الواو (٥)، مِنْ ذَرَى يَذْري، وقرأ ابن عباس مثله، إلا أنه ضم التاء (٦)، من أذرى [يُذري] (٧).
﴿وكان الله على كل شيء﴾ من [الإنشاء] (٨) والإفناء ﴿مقتدراً﴾. وقد ذكرنا في

(١)... في الأصل: منحطماً. والتصويب من ب.
(٢)... انظر: اللسان (مادة: هشم).
(٣)... معاني الفراء (٣/١٠٩).
(٤)... معاني الزجاج (٣/٢٩١).
(٥)... زاد المسير (٥/١٤٨).
(٦)... مثل السابق.
(٧)... زيادة من ب.
(٨)... في الأصل: الأشياء. والتصويب من ب.
(١/٢٩٦)


الصفحة التالية
Icon