قوله تعالى: ﴿ووضع الكتاب﴾ هو اسم جنس، يريد كُتُبَ الأعمال. المعنى: ووضع كتاب كل امرئ في يمينه أو في (١) شماله.
﴿فترى المجرمين مشفقين﴾ أي: خائفين ﴿مما فيه﴾ من الأعمال القبيحة، ﴿ويقولون يا ويلتنا﴾ سبق تفسيره فيما مضى.
﴿مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها﴾ يريد: صغار الذنوب وكبارها.
وكان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية قال: ضَجُّوا والله من الصغار قبل الكبار (٢).
وقيل: المراد: ما صَغُر من الأمور وكَبُر. أي: ما لهذا الكتاب لا يتركُ قليلاً ولا كثيراً.
قال ابن عباس: الصغيرة: التَّبسُّم، والكبيرة: القَهْقَهَة (٣).
والمعنى: حَصَرَها وأثْبَتَها.
﴿ووجدوا﴾ جزاء ﴿ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً﴾ بالنقص من حسناته، ولا بالزيادة على سيئاته.
وإذ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ
(٢)... القرطبي (١٠/٤١٩).
(٣)... زاد المسير (٥/١٥٢). وذكره السيوطي في الدر (٥/٤٠١) وعزاه لابن مردويه.
(١/٣٠١)