فعلى (١) القول الأول؛ يكون المعنى: وجعلنا بين المشركين وشركائهم وادياً مشتركاً يَهلِكُون فيه جميعاً.
وعلى القول الثاني؛ يكون المعنى: وجعلنا بين المشركين وبين المؤمنين [حاجزاً] (٢) يحجز بينهم.
وقال الفراء (٣) -على القول الأول-: البين هاهنا: الوصل. والمعنى: وجعلنا تواصلهم في الدنيا هلاكاً يوم القيامة.
وقال الحسن: موبقاً: عداوة (٤).
قوله تعالى: ﴿ورأى المجرمون النار﴾ قال ابن عباس: أي عاينوها وهي تتلظَّى عليهم (٥) ﴿فظنوا﴾ أيقنوا ﴿أنهم مواقعوها﴾ قال مجاهد: مقتحموها. والمُواقعة: المُلابسة بشدة.
﴿ولم يجدوا عنها مصرفاً﴾ معدلاً وموضعاً ينصرفون إليه.
ولقد صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا اخحب
قوله تعالى: ﴿وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً﴾ أي: أكثر الأشياء التي يتأتى منها الجدال، وهم الملائكة والجن خصومة ومماراة.
(٢)... في الأصل: حجازاً. والتصويب من ب.
(٣)... انظر: معاني الفراء (٢/١٤٧).
(٤)... أخرجه الطبري (١٥/٢٦٤). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٥/١٥٦).
(٥)... الوسيط (٣/١٥٤)، وزاد المسير (٥/١٥٦).
(١/٣٠٦)