هذا البحر، ثم خرجا من السفينة، فبينما هما يمشيان على الساحل إذ أبصر غلاماً يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر [رأسه بيده] (١) فاقتلعه فقتله، فقال له موسى: أقتلت نفساً زاكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً، قال: وهذه أشد من الأولى. قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض، قال: مائلاً، فقال الخضر بيده فأقامه، فقال موسى: قومٌ أتيناهم فلم يُطعمونا ولم يُضيفونا، لو شئت لاتخذت عليه أجراً؟ قال: هذا فراق بيني وبينك إلى قوله: ﴿ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً﴾، فقال رسول الله - ﷺ -: وددنا أن موسى عليه السلام كان صبر حتى يقصّ علينا من خبرهما. فقال سعيد بن جبير: كان ابن عباس يقرأ: "وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً"، وكان يقرأ: "وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين)) (٢). هذا حديث متفق على صحته.
قوله تعالى: ﴿وإذ قال موسى﴾ أي: اذكر إذ قال موسى بن عمران.
وقال ابن إسحاق: هو موسى بن ميشا بن يوسف، وكان نبياً في بني إسرائيل قبل موسى بن عمران (٣).
وليس بشيء؛ للحديث الصحيح الذي ذكرناه.
﴿لفتاه﴾ يعني: يوشع بن نون، نُسِبَ إليه لملازمته وخدمته وأخذه عنه العلم.
(٢)... أخرجه البخاري (٤/١٧٥٢ ح٤٤٤٨)، ومسلم (٤/١٨٤٧-١٨٤٩ ح٢٣٨٠).
(٣)... الماوردي في تفسيره (٣/٣٢١)، وزاد المسير (٥/١٦٤).
(١/٣١٦)