معنى التسخط (١) والتكرّه بقضاء الله تعالى وقدره.
﴿قال﴾ يعني: يوشع مخاطباً لموسى عليهما السلام ﴿أرأيت﴾ أي: أخبرني ﴿إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت﴾ قال الزمخشري (٢) : إن قلت: ما وجه التئام هذا الكلام، فإن كل واحد من "أرأيت" و "إذ أوينا" و"فإني نسيت الحوت" لا متعلق لها (٣).
قلت: لما طلب موسى [الحوت] (٤) ذكر يوشع ما رأى منه وما اعتراه من نسيانه إلى تلك الغاية، فدُهش فطفق يسأل موسى عن سبب ذلك، كأنه قال: أرأيت ما دهاني إذ أوينا إلى الصخرة؟ فإني نسيت الحوت، فحذف ذلك.
قال مقاتل (٥) : هي الصخرة التي دون نهر الزيت (٦).
والمعنى: فإني نسيت أن أحدثك حديث الحوت.
وقيل: المعنى: نسيت حمل الحوت.
﴿وما أنسانيه إلا الشيطان﴾ قرأ حفص: "أَنْسَانيهُ" بضم الهاء، وكسرها الباقون، ووصلها ابن كثير بياء في الوصل، وأمال الكسائي السين (٧).

(١)... في ب: السخط.
(٢)... الكشاف (٢/٦٨٤).
(٣)... في ب: له.
(٤)... في الأصل: الجواب. والمثبت من ب، والكشاف (٢/٦٨٤).
(٥)... انظر: تفسير مقاتل (٢/٢٩٥).
(٦)... أخرجه الطبري (١٥/٢٧٥) عن محمد بن معقل عن أبيه. وانظر: تفسير الماوردي (٣/٣٢٤).
(٧)... الحجة للفارسي (٣/٩١-٩٢)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٤٢٢)، والكشف (٢/٦٦)، والنشر في القراءات العشر (١/٣٠٥)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٩٢)، والسبعة في القراءات (ص: ٣٩٣-٣٩٤).
(١/٣٢٠)


الصفحة التالية
Icon