وقَرَيْتَه (١).
وقال الزمخشري (٢) : يقال: ضَافَه إذا كان له ضيفاً، وحقيقته: مَالَ إليه، من ضَافَ السهم عن الغرض.
وقرأتُ لعاصم من رواية المفضل عنه: "يُضِيفُوهما" بالتخفيف (٣).
﴿فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقضّ﴾ أي: يسقط بسرعة.
وقرأ ابن مسعود: "يَنْقَاصَ" (٤) بزيادة ألف وصاد مهملة (٥)، أي: ينشق طولاً، ونسبة الإرادة إلى الجدار مجاز واستعارة للمُداناة والمشارفة.
قال الشاعر:
يريدُ الرمحُ صدرَ أبي براء...... ويعدل عن دماء بني عقيل (٦)
وهذا الضرب من المجاز كثير الاستعمال. قال الله تعالى: ﴿ولما سكت عن موسى الغضب﴾ [الأعراف: ١٥٤] وقال: ﴿فإذا عزم الأمر﴾ [محمد: ٢١]. وقال الشاعر:

(١)... انظر: اللسان، (مادة: ضيف).
(٢)... الكشاف (٢/٦٨٨).
(٣)... إتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٩٣).
(٤)... في الأصل: يتقاص.
(٥)... زاد المسير (٥/١٧٦).
(٦)... البيت للحارثي. وانظر: لسان العرب (مادة: رود)، والطبري (١٥/٢٨٩)، والقرطبي (١١/٢٦)، وزاد المسير (٥/١٧٧)، وروح المعاني (١٦/٦)، والتمهيد (٥/١٣، ٢٠/١٧٨)، ومجاز القرآن (١/٤١٠)، والماوردي في تفسيره (٣/٣٣١).
(١/٣٣٥)


الصفحة التالية
Icon