﴿قلنا يا ذا القرنين﴾ من قال: إنه نبي؛ فالمعنى: قلنا له بطريق الوحي أو التكليم، ومن قال: عبد صالح؛ فالمعنى: قلنا له بطريق الإلهام، أو بطريق الإرسال إليه.
﴿إما أن تُعَذِّبَ﴾ أي (١) : تَقْتُلَ من لم يجب دعوتك ويتبع دينك، ﴿وإما أن تتخذ فيهم حسناً﴾ أي: أمراً ذا حُسن، على حذف الموصوف والمضاف، كما في قوله: ﴿ومن قتل مؤمناً خطأً﴾ [النساء: ٩٢]، أي: قتلاً ذا خطأ.
والمعنى: وإما أن تتخذ فيهم حُسْناً بأن [تأسرهم] (٢) فتبصّرهم وتوضح لهم منار الهدى.
واعلم أنّ "أنْ" مع الفعل بتأويل المصدر في موضع النصب بفعل مضمر، كما في قوله: ﴿فإما مناً بعد وإما فداءً﴾ [محمد: ٤].
ويجوز أن تكون "أنْ" مع الفعل في موضع المبتدأ، والخبر مضمر. أي: إما العذاب واقع منك فيهم، وإما اتخاذ أمر ذي حسن واقع فيهم، فحذف الخبر لطول الكلام بالصلة.
قال قتادة: فقضى فيهم بقضاء الله، وكان عالماً بالسياسة (٣)، فقال: {أما من
(٢)... في الأصل: تستأسرهم. والتصويب من ب.
(٣)... الوسيط (٣/١٦٥).
(١/٣٥٥)