﴿قال ما مَكَّنِّي﴾ قرأ ابن كثير: "مكنني" بنونين ظاهرتين، وقرأ الباقون بالإدغام (١)، على أصلهم في التقاء المثلين.
والمعنى: ما مكني ﴿فيه ربي﴾ من كثرة المال والآلات وسائر ما يتَوقَّف ما ندبتموني إليه عليه ﴿خير﴾ مما تجعلونه لي من أموالكم.
﴿فأعينوني بقوة﴾ أي: بعمل تعملونه معي بأبدانكم وفَعَلَةٍ (٢) وصُنَّاعٍ يُحسنون البناء، ﴿أجعل بينكم وبينهم ردماً﴾ حاجزاً حصيناً متراكماً، والرَّدْم [أكبر] (٣) من السَّدّ؛ لأن الردم ما جُعِلَ بعضه فوق بعض.
﴿آتوني زُبَرَ الحديد﴾ أي: أعطوني قطع الحديد.
قال ابن عباس: احملوها إليّ (٤).
وروى أبو بكر عن عاصم: "ردماً إيتوني" بكسر التنوين (٥)، والابتداء على هذه القراءة بكسر الهمزة، بمعنى: جيئوني بزبر الحديد، فلما حذف الحرف الجار تعدى الفعل فنصب، كما قال:
(٢)... الفَعَلَة: صفة غالبة على عَمَلَةِ الطين والحفر ونحوهما؛ لأنهم يَفْعَلُون (اللسان، مادة: فعل).
(٣)... في ب: أكثر. والمثبت من زاد المسير (٥/١٩٢).
(٤)... الوسيط (٣/١٦٧)، وزاد المسير (٥/١٩٢).
(٥)... الحجة للفارسي (٣/١٠٥)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٤٣٤)، والكشف (٢/٧٩)، والنشر في القراءات العشر (٢/٣١٥)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٩٥)، والسبعة في القراءات (ص: ٤٠٠).
(١/٣٦٧)