وقال ابن عباس والضحاك ومجاهد: الصَّدَفان: جبلان (١).
وقال ابن عيسى: هما جبلان كل واحد منهما منعزل عن الآخر، كأنه قد صدف عنه (٢).
وقد قيل: أنَّ بُعْدَ ما بين السَّدَّيْن مائة فرسخ.
قال المفسرون: حشا ما بين الجبلين بالحديد، ونسج بين طبقات الحديد الحطب والفحم ووضع عليها المنافيخ، ثم قال: ﴿انفخوا﴾ فنفخوا (٣).
﴿حتى إذا جعله ناراً﴾ أي: جعل الحديد حين ذاب كالنار.
﴿قال آتوني﴾ أي: ناولوني. وقرأ حمزة وأبو بكر: "قال أتوني" بقصر الهمزة (٤)، بمعنى: جيئوني.
﴿أُفرغ عليه قطراً﴾ وهو النحاس المذاب، سُمِّيَ بذلك؛ لأنه يَقْطُر.
قال المفسرون: أذاب النحاس ثم أفرغه على زُبر الحديد، فاختلط والتصق بعضه ببعض، حتى صار جبلاً صلداً من حديد وقطر (٥).
قال قتادة: فهو كالبَرَدِ المُحَبَّر؛ طريقة سوداء وطريقة حمراء (٦).
(٢)... تفسير الماوردي (٣/٣٤٣).
(٣)... زاد المسير (٥/١٩٣).
(٤)... الحجة للفارسي (٣/١٠٦)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٤٣٤)، والكشف (٢/٧٩)، والنشر في القراءات العشر (٢/٣١٥)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٩٥)، والسبعة في القراءات (ص: ٤٠١).
(٥)... الوسيط (٣/١٦٨)، وزاد المسير (٥/١٩٣).
(٦)... أخرجه الطبري (١٦/٢٣). وذكره السيوطي في الدر (٥/٤٥٨) وعزاه لابن جرير وابن مردويه عن أبي بكر النسفي. وسنده ضعيف، فإنه مرسل، بل معضل، حيث قال قتادة: ذكر لنا أن رجلاً قال: يا نبي الله رأيت سد يأجوج ومأجوج. وانظر: الوسيط (٣/١٦٨)، وزاد المسير (٥/١٩٣).
(١/٣٦٩)