وإنما هي أسماءٌ لهذه الأصوات.
قال سيبويه: قالوا: با، تا، لأنها أسماء ما يتهجّى به، فلما كانت أسماءً غير حروف جازت فيها الإمالة كما جازت في الأسماء، والدليل على أنها أسماء: أنك إذا أخبرت عنها أعربتها، وإن كنت لا تُعربها قبل ذلك.
ومن فَخَّمَ فهو الأصل، ومن أدغم الدال في الذال فلتقارب مخرجيهما، ومن أظهر فلتغاير حيزيهما. وقد سبق الكلام على الحروف المقطّعة في أول البقرة.
قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير: الكاف من كريم، والهاء من هادٍ، والياء من حكيم، والعين من عليم، والصاد من صادق (١).
وقال في رواية عطاء: كافٍ لخلقه، هادٍ لعباده، ويده فوق أيديهم، عالم ببريته، صادق في وعده (٢).
وروي عن علي: أنه اسم من أسماء الله، وأنه كان يقول: يا كهيعص اغفر لي (٣).
وقال ابن عباس في رواية ابن أبي طلحة: هو اسم من أسماء الله، أقسم الله تعالى به (٤).
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/١٧٥).
(٣)... أخرجه الطبري (١٦/٤٤). وذكره الماوردي (٣/٣٥٢)، وابن الجوزي في زاد المسير (٥/٢٠٥).
(٤)... أخرجه الطبري (١٦/٤٤)، وابن أبي حاتم (٧/٢٣٩٦). وذكره ابن الجوزي في وزاد المسير (٥/٢٠٥)، والسيوطي في الدر (٥/٤٧٨) وعزاه لابن أبي حاتم.
(١/٣٨٧)