وجد الهُدَى. ومعنى الاستعلاء [في] (١) "على النار": أن أهل النار يستعلون المكان القريب منها.
فلما أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي
قوله تعالى: ﴿فلما أتاها﴾ يعني: النار ﴿نُودي﴾ قال المفسرون: جاءه النداء من الشجرة (٢) :﴿يا موسى إني أنا ربك﴾ كرر الضمير لتوكيد الدلالة وتحقيق المعرفة وإماطة الشبهة، ومثله: ﴿إني أنا النذير المبين﴾ [الحجر: ٨٩].
واختلف القُرّاء في قوله: "إني" ففتح الهمزة ابن كثير وأبو عمرو، وكسرها الباقون (٣).
فمن فتح فعلى معنى: نودي بأني أنا ربك. ومن كسر فعلى معنى: نودي، فقيل: يا موسى إني، أو لأن النداء ضربٌ من القول فعُومل معاملته.
قوله تعالى: ﴿فاخلع نعليك﴾ قال علي عليه السلام: كانا من جلد حمارٍ مَيِّت (٤).

(١)... زيادة من الكشاف (٣/٥٥).
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٢٠٢).
(٣)... الحجة للفارسي (٣/١٣٣)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٤٥١)، والكشف (٢/٩٦)، والنشر (٢/٣١٩)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٣٠٢)، والسبعة في القراءات (ص: ٤١٧).
(٤)... أخرجه الطبري (١٦/١٤٤) وقال: في إسناده نظر يجب التثبت منه، وابن أبي حاتم (٧/٢٤١٧). وذكره السيوطي في الدر (٥/٥٥٨) وعزاه لعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(١/٤٨٨)


الصفحة التالية
Icon