الصلاة مشتملة على الأذكار (١)، فأضافه إلى المفعول وحذف الفاعل.
ويجوز أن يكون المعنى: لأذكرك، فحذف المفعول واقتصر على الفاعل.
وقال أكثر المفسرين: المعنى: أقم الصلاة متى ذكرت أن عليك صلاة، كنت في وقتها أو لم تكن (٢).
وفي صحيح مسلم من حديث أنس أن النبي - ﷺ - قال: ((من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها غير ذلك، ثم قرأ: ﴿وأقم الصلاة لذكري﴾ )) (٣).
إن السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (١٥) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى
قوله تعالى: ﴿إن الساعة آتية أكاد أخفيها﴾ قرأ أبو الدرداء وعروة بن الزبير وسعيد بن جبير: "أَخفيها" بفتح الهمزة (٤).

(١)... وهذا القول هو الذي رجّحه الطبري (١٦/١٤٨) وقال: لأن ذلك أظهر معنييه، ولو كان معناه: حين تذكرها، لكان التنزيل: أقم الصلاة لذكرها.
(٢)... أخرجه الطبري (١٦/١٤٨)، وابن أبي شيبة (١/٤١٢) كلاهما عن إبراهيم. وذكره الواحدي في الوسيط (٣/٢٠٢)، والسيوطي في الدر المنثور (٥/٥٦١-٥٦٢) وعزاه لعبد بن حميد عن إبراهيم. ومن نفس الطريق عزاه أيضاً لابن أبي شيبة. ومن طريق آخر عن ابن عباس، وعزاه لعبد بن حميد.
(٣)... أخرجه البخاري (١/٢١٥ ح٥٧٢)، ومسلم (١/٤٧٧ ح٦٨٤).
(٤)... انظر: زاد المسير (٥/٢٧٦).
(١/٤٩١)


الصفحة التالية
Icon